بوذا



بوذا
"جواتاما بوذا"
بوذا (بالسنسكريتي सिद्धार्थ गौतम) هو مؤسس ديانة أو فلسفة (1) البوذية ويلفظ اسمه أيضا (بودا (2) أي الساهر أو اليقظ، واسمه بالعربية البد،[1] ج. بددة)[2]وبوذا ليس اسم علم على شخص بعينه، وإنما هو لقب ديني عظيم، معناه الحكيم، أو المستنير، أو ذو البصيرة النفاذة،[3] وهو الذي يعلن طريقة خلاص البشر من دائرة الولادة المتكررة (سمسارا) ولكن أتباعه حولوا تعاليمه إلى مبادئ دينية وألهوه،[4] وتذكر الروايات أنه ولد سنة 568 ق م،[5] فيما تذكر أخرى انه ولد سنة 563 ق. م،[6] في بلدة على حدود الهند ومملكة نيبال، وكان من أسرة نبيلة، وكان أبوه ملكا صغيرا في تلك البلاد، وقد تربى بوذا في الرفاهية، وكان يعيش كما يعيش أبناء السادة والملوك في نعيم عظيم.[7] توفيت أمه مايا وهو في السابعة من عمره، فربته عمته وتزوج صغيراً ولما بلغ السادسة والعشرين هجر زوجته إلى الزهد والتقشف والتأمل في الكون وانتهج نهجا خاصاً في الكون ليتخلص الإنسان به من آلامه ودعا إلى ذلك كثيراً من الناس.[8] ترك سيدهارثا القصر الملكي في سن 299، وعاش لمدة ست سنوات بلا مأوى ومات وهو في الثمانين من عمره، والجدير بالذكر أن بعض المؤرخين زعم أن بوذا شخصية خرافية لا وجود لها، وذلك لكثرة الأساطير والخرافات التي نسجها البوذيون حول شخصيته،[9] ويعتقد البوذيون أنه كان هناك على الأقل ستة أشخاص يسمون بوذا قبل غوتاما، بل يزعمون أن هناك بوذا آخر اسمه مايتريا سيظهر في المستقبل،[10] وتقول الأسطورة إن روح بوذا خالدة خلود الدهر، وهي تتمثل في الدلاي لاما وعندما يموت فإنه يموت جسدياً ولكن روحه أو روح بوذا تنتقل لأحد المواليد الجدد من المتبعين للبوذية ليصبح بعد ذلك هو الدلاي لاما الجديد وهكذا إلى ما لا نهاية.[11] وقد أعطاهمايكل هارت الترتيب الرابع في كتابه الخالدون المئة.


طفولته


ولد سندهارتا عام 563 ق م واسمه يعني كل امانيك مجابة[12]، ووالد بوذا والذي يدعى سدهودانا كان زعيم قبيلة شاكيا وكان يحكم مملكته من قصره على سفوحالهيمالايا، وأما امه فاسمها مايا وقد توفيت بعد ايام من ولادته، وهذا الحدث يعتبر من أهم العوامل التي جعلته ينظر إلى الحياة نظرة تشاؤم وحزن[13]، وبعد وفاتها قامت خالته برعايته وحينها استدعت العائلة الكهنة البرهميين حيث تنبأ عراف القصر بمستقبل الأمير الصغير، ويحكى انه لاحظ وجود علامات العظمة على جسد الصبي سندهارتا ومنها علامة العجلة الدائرية على قدمه، ويقال أن بوذا ولد بعلامات معينه على جسده عددها 322 علامة وهذه العلامات تظهر على صنفين أحدهم إما سيصبح حكيم أو إمبراطور عالمي [12]
لقد كان والده تواقا إلى الفكرة التي تقول انه سيصبح قائدا سياسيا عظيما، ولذا فقط دلل ابنه حتى لا يجعله يفكر بالأشياء التي قد تجعله يسلك الاتجاه الديني، وعندما بدأ يكبر كان والده سعيد برؤية ابنه متميز في الألعاب الملكية كالمبارزة والمصارعة ورمي القوس، ولكنه في نفس الوقت لاحظ ان سندهارتا كان فضوليا وعميق التفكير حيث بدا مهتما أكثر لمحاولة فهم الكون من حوله أكثر من اهتمامه بالامور العسكرية والتي كانت تمثل للملك أهمية كبيرة[12][14]
عندما بلغ التاسعة من عمره سمح له والده بالخروج من قصره للاحتفال بعيد الزراعة السنوي، وقد أتأح له ذلك فرصة مشاهدة كفاح وجهد الفلاحين في العمل والذي لم يشاهده في القصر وعند ذلك بدات التساءلات في عقله ؛ لماذا يجب على المخلوقات أن تعاني بهذه الصورة ؟ وهذا أصبح أحد أركان ديانته والتي تسمى بالكارما

زواجه

لقد كانت تعاليم الديانة البرهمية السائدة بأن الأبناء يجب أن يسيروا على خطى آباءهم وقد حرص والده على توفير جو من المرح مليء بالموسيقى والحسناوات لابعاده عنالنبوة التي قالت انه سيصبح رجل حكيم وليس قائد عسكري كوالده، وعندما بلغ السادسة عشرة من عمره قام بتزويجه بعروس جميلة هي الأميرة ياسوهارا وكان حينها لا بد من منافستها حتى ينال يدها حيث ابتهج والده ببراعته في المنافسات [12] وباداكاتشاناهي معروفة في الأدب السانسكريتي باسم ياشودارا، وأنجبا ولدا واحدا اسمه راهولا


رحلته إلى المعرفة

لقد كان غوتاما أميرا في ولاية تقع في شمال شرق الهند على حدود التبت، وعندما بلغ السادسة عشر أعطي ثلاث قصور في ثلاث مناطق مختلفة، قصر لكل فصل من فصول السنة[16] لكنه آثر الشاب سذهاتا حياة العزلة والتقشف وبعد سنوات من التقشف العنيف والقاسي رأى سذهاتا أن الزهد وسيلة غير مناسبة لانتزاع الآلام[17] ثم انطلق بوذا يبشر بما توصل إليه من آراء حول الألم وأسبابه ويجوب الهند داعية إليها، واستجاب له الكثير من نساك الهندوس وصاروا له أتباعا ورسلا، واستمر في دعوته حتى مات عام 4800 ق م، وقد بلغ من العمر ثمانين سنة، فقام أتباعه بإحراق جسده، وأرسلوا رماده إلى ثمانية مواطن كانت قد انتشرت فيها البوذية ورسلها و قيل لغوتاما هل أنت إله أو ملاكا قال: لا و قالوا إذا أنت قديس قال: لا قالوا:إذا من أنت؛ أجاب غوتاما أنا المستنير المستيقظ 


إيقاظ


وفقا للنصوص البوذية ففي وقت مبكر، وبعد أن أدرك بوذا أن التأمل هو الطريق الصحيح للصحوة، اكتشف غوتاما ما يعرف بمسار الطريق الوسطى والاعتدال بعيدا عن التطرف في الانغماس الذاتي وإهانه المصير. وفي حادثة شهيرة، وبعد أن أصبح جائعا وضعيفا، يقال أنه قد قبل الحليب والارز والحلوى من فتاة في القرية اسمها سوجاتا. وبعد هذه الحادثة، غوتاما كان يجلس تحت شجرة التين الهندي الشهيرة، والذي يعرف الآن باسم شجرة بودي في بود جايا، الهند، عندما تعهد أبدا أن تنشأ حتى انه وجد الحقيقة.كاندينيا وأربعة من رفاقه الآخرين، ذهبوا إلى الاعتقاد بأنه قد تخلى عن بحثه وأصبح غير منضبطا،ثم غادر. بعد 49 يوما في سمعته الطيبة والتأمل، في سن ال 35، يقال أنه قد بلغ التنوير. وفقا لبعض تقاليدهم، وهذا حدث في حوالي الشهر القمري الخامس، بينما، وفقا للآخرين، كان ذلك في الشهر الثاني عشر. ومنذ ذلك الوقت، غوتاما كان معروفا لدى أتباعه باسم بوذا أو "ايقظ شخص" ("بوذا" هو أيضا يترجم أحيانا باسم "الشخص المستنير").[19]
وفقا للبوذية، في وقت الصحوة به أدرك البصيرة كاملة في سبب المعاناة، والخطوات اللازمة للقضاء عليه. أصبحت هذه الاكتشافات المعروفة باسم "الحقائق النبيلة الأربع"، والتي هي في صميم التعاليم البوذية. من خلال التمكن من هذه الحقائق، حالة من التحرر العليا، أو السكينة، ويعتقد أن يكون من الممكن لأي كائن. وصف بوذا السكينة والسلام الكمال في العقل أن هذا مجانا من الجهل والجشع والكراهية ودول أخرى مؤلمة، أو "أدران" (kilesas). ويعتبر السكينة أيضا باسم "نهاية العالم"، في أن لا هوية الشخصية أو حدود للعقل لا تزال قائمة. في مثل هذه الحالة، يقال بجريان امتلاك عشر خصائص، للذين ينتمون إلى كل بوذا.
وفقا لقصة في آياكانا سوتا (سمياتا نيكايا) وهو الكتاب المقدس الذي وجد في البالية وشرائع أخرى - مباشرة بعد الاستيقاظ به، ناقش بوذا ما إذا كان ينبغي تعليم دارما للآخرين. وأعرب عن قلقه بأن البشر كانوا بحيث أطبقت عليهم الجاهلية والجشع والكراهية التي لا يمكن أبدا أن تعترف بالمسار، والتي هي خفية وعميقة ويصعب استيعابها. ومع ذلك، في القصة، اقتنع منه براهما سيهمباتي به، وأقنعه أن البعض سيتفهموا ذلك. بوذا أذعن له، واتفقا على التدريس

تشكيل سانغا

بعد صحوته، التقى بوذا اثنين من التجار، واسمهما تاباسا وبهاليكا، الذان أصبحا من أوائل تلاميذه. بوذا قام لاحقا بزيارة أسيتا، ومعلميه السابقين، الارا وأداكا رامباتا، لشرح النتائج التي توصل إليها، لكنهما قد ماتا بالفعل. ثم سافر إلى دير بارك بالقرب من فاراناسي (بيناريس) في شمال الهند، حيث أطلق ما يسميه البوذيون عجلة دارما من خلال تقديمه خطبته الأولى إلى خمسة من رفاقه الذين كانوا قد سعوا إلى التنوير. ومعه، شكلوا سانغا الأول: صحبة الرهبان البوذيين. كل الخمسة أصبحوا رهبانا، وخلال الشهرين الأولى، مع تحويل ياسا واربعة وخمسين من أصدقائه، ويقال أن عدد هذه الرهبان قد نما إلى 60. وجاء تحويل ثلاثة أشقاء يدعون كاسابا، يلحقونهم رفاقهم ذوو السمعه الطيبة ونمو إلى 200 و300 و500 تلميذ، على التوالي. ووصل هذا التضخم في سانغا لأكثر من 1000.

رحلاته والتعليم


في ال 45 عاما المتبقية من حياته، يقال أن بوذا قد سافر فيها في سهل نهر الجانج، في ما يعرف الآن ولاية اوتار براديش وبيهار وجنوب نيبال، وتعليم مجموعة متنوعة من الناس: من النبلاء إلى كانسي الشوارع والقتلة، وأكلة لحوم البشر مثل الافاكا. منذ البداية، كانت البوذية مفتوحة على قدم المساواة لجميع الأجناس والأعراق والطبقات، وليس لديه بنية الطبقات، حيث كانت السيادة بالنسبة لمعظم الهندوس في الغرفة ثم المجتمع. على الرغم من أن لغة بوذا ما زالت مجهولة، فمن المحتمل أن يدرس في واحدة أو أكثر من مجموعة متنوعة من اللهجات وثيقة الصلة ب الهندو آرية الوسطى، ويمكن أن يكون منها توحيد البالية.
سافر سانغا من خلال شبه القارة، يشرح الدارما. واستمر هذا طوال السنة، ما عدا خلال الأشهر الأربعة موسم الأمطار بقي في فاراناسي عندما نادرا ما يسافر الزاهدون من جميع  الأديان. وكان أحد الأسباب التي كان من الصعب لتنفيذ ذلك دون التسبب في ضرر لحياة الحيوان. في هذا الوقت من السنة، فإن سانغا تراجع إلى الأديرة، الحدائق العامة أو الغابات، حيث يأتي الناس لهم.

محاولات اغتيال


وفقا للأساطير الملونة، وحتى خلال حياة بوذا سانغا كان لا يخلو من المعارضة والشقاق. على سبيل المثال، ديفاداتا، وهو ابن عم غوتاما الذي أصبح راهبا ولكن ليس اراهانت، حاول أكثر من مرة قتله.
في البداية، ويزعم ديفاداتا إلى وكثيرا ما حاولت تقويض بوذا. في حالة واحدة، وفقا لقصص، ديفاداتا حتى طلب من بوذا على الوقوف جانبا والسماح له قيادة سانغا. عندما فشل بهذا، فهو متهم من وجود ثلاث مرات حاول قتل أستاذه. ويقال أن أول محاولة تنطوي على التعاقد مع مجموعة من الرماة. ولكن، لدى لقائهم بوذا، ألقوا الأقواس جانبا، وبدلا من قتله أصبحوا اتباعه. ويقال أن المحاولة الثانية ألقى ديفاداتا صخرة أسفل التل. ولكن الصخرة انضربت وانشقت ولم تصب بوذا. في المحاولة الثالثة، يقال أن ديفاداتا قد أرسل لبوذا فيلا مخمورا.و فشلت أيضا هذه الحيلة.

وفاته

مات بوذا سنة 480 ق م. وذلك بعد مرض قصير، وبعد موته تكونت الأساطير العديدة حول تمجيد بوذا الذي تحول تدريجيا إلى كائن علوي، وتكونت تعاليم تشرح العلاقة بين بوذا التاريخي وبوذا الممجد، يتحدث عن ثلاثة أجسام لبوذا، جسم التحول وهو انعكاس الجسد الحقيقي أو ظله، وجسم التنعم الذي فيه تتجلى ثمرة أعماله الصالحة، وجسم الشريعة الذي هو طبيعة بوذا الكاملة. ونتج من هذا التعليم أن بوذا التاريخي امحى شيئا فشيئا ليقترب من المطلق ويتماهى وإياه[38].

Comments

Popular posts from this blog

علي مصطفى مشرفة

لويس بريل